- الفتاوى / ٠13مسائل متفرقة
- /
- ٠2نصائح
سؤال:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرسل لك هذه الرسالة و أنا كلي أمل في تمدني بالنصح و الرأي السليم لثقتي الكبيرة في تدينك و في حكمتك. أنا شابة من تونس عمري 21 سنة، طلبة جامعية و متفوقة في دراستي و الحمد لله’أقوم بواجباتي الدينية و محجبة لأكثر من ثلاثة سنوات و حضرتك تعرف متاعب ارتداء الحجاب في تونس، تعرفت على رجل يبلغ من العمر 30 سنة، ممن رضيت دينه و خلقه، رجل متدين،على مستوى عال من الأخلاق،كما أنه يشغل منصب كبير جدا في إحدى البنوك، يعني ؟ أنه من الرجال المسؤولين في الدولة، هو أصغر رجل في منصبه في كافة الجمهورية التونسية و ذلك لذكائه الشديد و ولعه بالدراسة المشكل لم يكمن هنا، هذا الرجل من الريف و أنا من المدينة، لكنه تربى و درس في أكبر المدن و لكن لم يجعله يغتر أو ينسى أهله، أحبني و أحببته بكل جوارحي، كانت علاقتنا منتهى الاحترام و الحب و العفة و لكن عندما أخبر أهله أنه ينوي خطبة فتاة لكنها من مدينة بعيدة عنهم نسبيا ( كلا المنطقتين في الجنوب التونسي يعني نفس العادات تقريبا) وافقت كل العائلة إلا الأب رفض و بشدة و أراد إجباره ألا يتزوج إلا من بنت عمه و لكن و لا واحدة من بنات عمه يمكن أن تكون زوجة له لأن من الشروط الزواج التكافؤ و بنات عمه ولا واحدة منهن تحصلت على الثانوية بينما أنا جامعية سبب رفض والده غير مقنع بالمرة هناك من نصحني بأن أجبره على الزواج حتى من دون موافقة والده، لكني إنسانة أخاف الله و لا أريد قطع صلة الرحم أو أجر الرجل الذي أحببته إلى العقوق، لأن والداه ربوه و صرفو عليه عندما كان يدرس في أكبر جامعة في الجمهورية و التي تستحق أموال كثيرة في حين أنهم عائلة بسيطة و موفورة العدد. أنا أخبرته إن كان رفض والده مقنع كنت انسحبت و السبب المقنع كأن يكون سبب أخلاقي أو شيء من هذا القبيل مع العلم يا سيدي أن عائلتي عائلة مثقفة و كل أفرادها جامعين، عائلة متدينة و جدي الذي رباني و الذي أعيش في بيته الآن هو كبير الأئمة في المدينة التي أقطنها و لكن ما العمل احترت والله العظيم، إلى حد الآن أنا صبورة و قررت أن انتظر حتى تأتي الموافقة و لو انتظرت 10 سنوات و لكن يا سيدي أنا فتاة في عمر الزهور و كثير من الخطاب يأتون منزلنا و كل يوم يمر ينقص من عمري كفتاة، أخاف يأتي يوم أكون عانس و لا أجد من يتزوجني أرجوك يا سيدي مد لي يد العون و انصحني أوشكت أن أصاب بالعمى من كثر البكاء كل الذي يعرفوني أرادو أن يسافروا لأباه ليقنعوه و لكني أرفض بشدة أرجوك يا سيدي انصحني شكرا و آسفة ان كانت رسالتي طويلة بعض الشيء.
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
أنا لا أسلم ابتداء بالفكرة التي تسيطر على بعض الشبان والشابات ( إن لم أتزوج فلانا أو فلانة فلن أتزوج أبدا.....! أو لا أتصور نفسي أرتبط بفلان أو فلانة...إلى غير ذلك من الأوهام....) والشاعر يقول:
إذا لم تستطع شيئا فدعه
وجاوزه إلى ماتستطيع
فلا تضعي أمام مستقبلك الاجتماعي سدا من الأوهام، والتخيلات...وواجهي الواقع بواقعية، ولعل الله يرزقك مثله بل خيرا منه.
الدكتور محمد راتب النابلسي